فصل: (سورة الأحقاف: الآيات 6- 9).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ونص عبارة أبي حيان: {قل أرأيتم ما تدعون} معناه أخبروني عن الذين تدعون من دون اللّه وهي الأصنام {أروني ماذا خلقوا من الأرض} استفهام توبيخ ومفعول {أرأيتم} الأول هو {ما تدعون} و{ماذا خلقوا} جملة استفهامية يطلبها {أرأيتم} لأن مفعولها الثاني يكون استفهاما ويطلبها {أروني} على سبيل التعليق فهذا من باب الإعمال أعمل الثاني وحذف مفعول {أرأيتم} الثاني ويمكن أن يكون {أروني} توكيدا لأرأيتم بمعنى أخبروني كأنها بمعنى واحد. وقال ابن عقبة: يحتمل أرأيتم وجهين أحدهما أن تكون متعدية وما مفعولة بها ويحتمل أن تكون {أرأيتم} منبهة لا تتعدى وتكون ما استفهاما على معنى التوبيخ و{تدعون} معناه تعبدون. اهـ.
وكون {أرأيتم} لا تتعدى وأنها منبهة فيه شيء قاله الأخفش في قوله: {قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة} والذي يظهر أن {ما تدعون} مفعول {أرأيتم} كما هو في قوله: {قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون} في سورة فاطر وتقدم الكلام على نظير هذه الجملة فيها وقد أمضى الكلام في {أرأيتم} في سورة الأنعام {ومن الأرض} حال لأنها تفسير للمبهم في {ماذا خلقوا}.
{أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أو أثارة مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} أم بمعنى همزة الأنكار وبل الإضرابية فهي منقطعة كأنه أضرب عن الاستفهام الأول إلى الاستفهام عن أن لهم مشاركة مع اللّه في خلق السموات والأرض فإن الشرك بمعنى المشاركة و {لهم} خبر مقدم و{شرك} مبتدأ مؤخر و{في السموات} متعلقان بشرك و{ائتوني} فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة من تتمة المقول و{بكتاب} متعلقان بائتوني و{من قبل هذا} صفة لكتاب أي كائن من قبل هذا و{أو} حرف عطف و{أثارة} عطف على بكتاب و{من علم} صفة لأثارة و{إن} شرطية و{كنتم} فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والجواب محذوف تقديره فائتوني و{صادقين} خبر {كنتم}.
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ} الواو استئنافية و{من} اسم استفهام معناه الأنكار في محل رفع مبتدأ و{أضل} خبر و{ممّن} متعلقان بأضل وجملة {يدعو}صلة {من} و{من دون اللّه} حال و{من} مفعول {يدعو} وجملة {لا يستجيب له} صلة. وأجازوا في {من} أن تكون نكرة تامة موصوفة فتكون جملة {لا يستجيب له} صفة و{إلى يوم القيامة} حال وسيأتي معنى الغاية في باب البلاغة.
{وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ} الواو حالية و{هم} مبتدأ و{عن دعائهم} متعلقان بغافلون و{غافلون} خبر {هم} والجملة في موضع نصب على الحال.

.البلاغة:

1- في قوله: {إلى يوم القيامة} نكتة بلاغية رائعة وذلك أنه جعل يوم القيامة غاية لعدم الاستجابة ومن شأن الغاية انتهاء المعنى عندها لكن عدم الاستجابة مستمر بعد هذه الغاية لأنهم في القيامة أيضا لا يستجيبون لهم فالوجه أنها من الغايات المشعرة بأن ما بعدها وإن وافق ما قبلها إلا أنه أزيد منه زيادة بيّنة تلحقه بالثاني حتى كأن الحالتين وإن كانتا نوعا واحدا لتفاوت ما بينهما كالشيء وضدّه وذلك أن الحالة الأولى التي جعلت غايتها القيامة لا تزيد على عدم الاستجابة والحالة الثانية التي في القيامة زادت على عدم الاستجابة بالعداوة وبالكفر بعبادتهم إياهم فهو من وادي ما تقدم في سورة الزخرف في قوله: {بل متّعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ولما جاء الحق قالوا هذا سحر وإنّا به كافرون}.
2- التغليب: وغلب العاقل على غير العاقل على سبيل المجازاة لأن عابدي الأصنام كانوا يصفونها بالتمييز جهلا وغباوة.

.[سورة الأحقاف: الآيات 6- 9].

{وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتنا بَيِّناتٍ قال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقولونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هو أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وهو الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) قُلْ ما كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)}.

.اللغة:

{بِدْعًا} فيه وجهان أحدهما أن يكون مصدرا فيكون على حذف مضاف تقديره ذا بدع والثاني أن البدع بنفسه صفة على فعل بمعنى بديع كالخف والخفيف والحب والحبيب وقد تقدم القول في البديع مسهبا وأنه ما لم ير له مثيل من الابتداع وهو الاختراع.

.الإعراب:

{وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ} الواو حرف عطف و{إذا} ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وجملة {حشر الناس} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{الناس} نائب فاعل وجملة {كانوا} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وكان واسمها و {لهم} حال و{أعداء} خبر {كانوا} و{كانوا} عطف على{وكانوا} الأولى و{بعبادتهم} متعلقان بكافرين والهاء مضافة إلى عبادة من إضافة المصدر إلى مفعوله أي بكونهم معبودين و{كافرين} خبر {كانوا}.
{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتنا بَيِّناتٍ قال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ} الواو عاطفة و{إذا تتلى عليهم آياتنا} عطف على ما تقدم و{بيّنات} حال وجملة {قال الذين كفروا} جواب إذا لا محل لها و {للحق} متعلقان بقالوا وعبارة أبي حيان: واللام في للحق لام الصلة أي لأجل الحق. و{لما} ظرفية حينية أو رابطة. و{جاءهم} فعل ومفعول به وفاعل مستتر و{هذا} مبتدأ و{سحر} خبر و{مبين} نعت والجملة مقول قولهم.
{أَمْ يَقولونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} {أم} بمعنى بل وهمزة الاستفهام الإنكاري أضرب عن ذكر تسميتهم إياه سحرا إلى ذكر قولهم أن محمدا افتراه ونسج أسلوبه من صنعه وذلك أشدّ سماجة من قبله وإن كانا ينبعان من مصدر واحد موغل في الضلالة والكفر. وجملة {افتراه} مقول قولهم. و{قل} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت و{إن} شرطية و{افتريته} فعل وفاعل ومفعول به والفاء رابطة لجواب الشرط ولا نافية و{تملكون} فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله و{لي} جار ومجرور متعلقان بتملكون و{من اللّه} حال لأنه كان في الأصل صفة وتقدم على موصوفة و{شيئا} مفعول به.
{هو أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ} الجملة حالية و{هو} مبتدأ و{أعلم} خبر و{بما} متعلقان بأعلم وجملة {تفيضون} فيه صلة ما.
{كَفى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وهو الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} {كفى} فعل ماض والباء حرف جر زائد والهاء ضمير مجرور لفظا في موضع رفع بالفاعلية و{شهيدا} تمييز وبيني ظرف متعلق بشهيدا و{بينكم} ظرف معطوف على مثله والواو عاطفة و{هو} مبتدأ و{الغفور الرحيم} خبران له.
{قُلْ ما كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} {قل} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت و{ما} نافية وكان واسمها و{بدعا} خبرها و{من الرسل} نعت لبدعا {وما} عطف على {ما} النافية الأولى و{أدري} فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره نحن و{ما} اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وجملة {يفعل} بالبناء للمجهول خبرها وهي معلقة لأدري عن العمل فتكون سادّة مسدّ مفعوليها.
وقال الزمخشري: و{ما} في {ما يفعل} يجوز أن تكون موصولة منصوبة وأن تكون استفهامية مرفوعة. و{بي} متعلقان بيفعل {ولا بكم} عطف عليه.
{إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} {إن} نافية و{أتبع} فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنا و{إلا} أداة حصر و{ما} مفعول {أتبع} وجملة {يوحى إليّ} صلة والواو حرف عطف و{ما} نافية و{أنا} مبتدأ و{إلا} أداة حصر و{نذير} خبر و{مبين} نعت.

.[سورة الأحقاف: الآيات 10- 14].

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) وَقال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمنوا لَوكانَ خَيْرًا ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقولونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11) وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِمامًا وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسانًا عربيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (12) إِنَّ الَّذِينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (14)}.

.الإعراب:

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} جملة {أرأيتم} مقول القول ومفعولا {أرأيتم} محذوفان تقديرهما أرأيتم حالكم إن كان كذا ألستم ظالمين وجواب الشرط محذوف أيضا تقديره فقد ظلمتم وقدّره الزمخشري ألستم ظالمين ورد عليه أبو حيان بأنه لوكان كذلك لوجبت الفاء لأن الجملة الاستفهامية متى وقعت جوابا للشرط ألزمت الفاء ثم إن كانت أداة الاستفهام همزة تقدمت على الفاء نحو إن تزرنا أفما نكرمك وإن كانت غيرها تقدمت الفاء عليها نحو إن تزرنا فهل ترى ألا خيرا وقيل جواب الشرط {فآمن واستكبرتم} وقيل هو محذوف تقديره فمن المحق منّا ومن المبطل وقيل {فمن أضلّ} واسم كان ضمير مستتر تقديره هو و{من عند اللّه} خبرها {وكفرتم} الواو عاطفة وجملة {كفرتم} عطف على فعل الشرط واختار الجلال والسمين أن تكون حالية و{به} متعلقان بكفرتم. {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ} الواو عاطفة و{شهد شاهد} فعل وفاعل و{من بني إسرائيل} صفة لشاهد و{على مثله} متعلقان بشهد والضمير يعود إلى القرآن أي على مثل القرآن من المعاني الموجودة في التوراة المطابقة له من إثبات التوحيد والبعث والنشور وغير ذلك وهذه المثلية هي باعتبار تطابق المعاني وإن اختلفت الألفاظ.
{فآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الفاء عاطفة وآمن فعل وفاعل مستتر تقديره هو أي الشاهد {واستكبرتم} عطف على فآمن وإن واسمها وجملة {لا يهدي القوم الظالمين} خبر.
{وَقال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمنوا لَوكانَ خَيْرًا ما سَبَقُونا إِلَيْهِ} الواو عاطفة و{قال الذين} فعل وفاعل وجملة {كفروا} صلة و {للذين} متعلقان بقال وجملة {آمنوا} صلة و{لو}شرطية و{كان} فعل ماض ناقص واسمها مستتر يعود على ما جاء به محمد و{خيرا} خبرها و{ما} نافية و{سبقونا} فعل وفاعل ومفعول به و{إليه} متعلقان بسبقونا والجملة مقول القول وجملة {ما سبقونا إليه} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.
{وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقولونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ} الواو عاطفة و{إذ} ظرف ماض متعلق بمحذوف تقديره ظهر عنادهم وتسبّب عنه قوله: {فسيقولون} ولا يعمل في إذ فسيقولون لتضاد الزمانين ولاجل الفاء أيضا وقيل إن لم يكن مانع من عمل {فسيقولون} في الظرف إلا تنافي دلالتي المضي والاستقبال فهذا غير مانع فإن الاستقبال هاهنا إنما خرج مخرج الإشعار بدوام ما وقع ومضى لأن القوم قد حرموا الهداية وقالوا {هذا إفك قديم} و{أساطير الأولين} وغير ذلك فمعنى الآية إذن وقالوا إذا لم يهتدوا به هذا إفك قديم وداموا على ذلك وأصرّوا عليه فعبّر عن وقوعه ثم دوامه بصيغة الاستقبال كما قال إبراهيم {إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} وقد كانت الهداية واقعة وماضية ولكن أخبر عن وقوعها ثم دوامها فعبّر بصيغة الاستقبال وهذا طريق الجمع بين قوله: {سيهدين} وقوله في الأخرى {فهو يهدين} ولولا دخول الفاء على الفعل لكان هذا الذي ذكرناه هو الوجه ولكن الفاء المسبّبة دلّت بدخولها على محذوف هو السبب وقطعت الفعل عن الظرف المتقدم فوجب تقدير المحذوف عاملا فيه.
وقال أبو السعود في تفسيره {وإذا لم يهتدوا به} ظرف لمحذوف يدل عليه ما قبله ويترتب عليه ما بعده أي وإذ لم يهتدوا بالقرآن قالوا ما قالوا فسيقولون غير مكتفين بنفي خبريته هذا إفك قديم كما قالوا أساطير الأولين وقيل المحذوف ظهر عنادهم وليس بذاك. وعبارة الكرخي قوله: {وإذ لم يهتدوا} ظرف لمحذوف مثله ظهر عنادهم لا لقوله: {فسيقولون} فإنه للاستقبال و{إذ} للمضي ويجوز أن يقال إن {إذ} للتعليل لا للظرف أو يقال: {فسيقولون} للاستمرار في الأزمنة الثلاث والسين لمجرد التأكيد وأما الفاء فلا تمنع من العمل فيما قبلها نصّ عليه الرضي وغيره والتسبب يجوز أن يكون عن كفرهم.
و{لم} حرف نفي وقلب وجزم و{يهتدوا} فعل مضارع مجزوم بلم والواو فاعل والفاء عاطفة والسين حرف استقبال ويقولون فعل مضارع مرفوع وفاعل و{هذا} مبتدأ و{إفك} خبر و{قديم} صفة والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
{وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِمامًا وَرَحْمَةً} الواو استئنافية و{من قبله} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم و{كتاب موسى} مبتدأ مؤخر و{إماما ورحمة} حالان من {كتاب موسى} والتقدير وكتاب موسى كائن من قبل القرآن في حال كونه إماما ورحمة.
{وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسانًا عربيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ} الواو عاطفة و{هذا} مبتدأ و{كتاب} خبر و{مصدّق} صفة و {لسانا} حال من الضمير في {مصدّق} أو من {كتاب} والعامل فيه معنى الإشارة. وأعربه أبو البقاء مفعولا به لمصدّق وعلى هذا تكون الإشارة إلى غير القرآن وقيل هو منصوب بنزع الخافض أي بلسان عربي. وأجاز أبو حيان جميع هذه الأوجه. واللام للتعليل وينذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بمصدق أوهو في محل نصب مفعول لأجله و{الذين} مفعول به وجملة {ظلموا} صلة و{بشرى} عطف على محل {لينذر} إن كان مفعولا لأجله ويجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف أي وهو بشرى و {للمحسنين} نعت لبشرى.
{إِنَّ الَّذِينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا} إن واسمها وجملة {قالوا} صلة و{ربنا} مبتدأ و{اللّه} خبر ويجوز العكس و{ثم} حرف عطف وجملة {استقاموا} عطف على جملة {قالوا}.
{فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} الفاء زائدة في خبر إن لما في الموصول من رائحة الشرط وقال السمين: والفاء زائدة في خبر الموصول لما فيه من معنى الشرط ولم تمنع إن من ذلك لبقاء معنى الأنتداب بخلاف لعل وليت وكأن. وسيبويه يرى تقدير حذف إن ثم دخلت الفاء في خبر الذين. ولا نافية و{خوف} مبتدأ ساغ الابتداء به لتقدم النفي وعليهم خبر. {ولا هم يحزنون} عطف على الجملة السابقة وجملة {فلا خوف عليهم} خبر {إن}.
{أولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} {أولئك} مبتدأ و{أصحاب الجنة} خبره و{خالدين} فيها حال و{جزاء} مصدر منصوب بفعل محذوف أي يجزون جزاء وأجاز أبو البقاء إعرابه حالا. و{بما} متعلقان بجزاء وما موصولة أو مصدرية وكان واسمها وجملة {يعملون} خبرها والجملة خبر ثان لأن.

.[سورة الأحقاف: الآيات 15- 17].

{ووصَّيْنَا الإنسان بِوالِدَيْهِ إِحْسانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ووضعتهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قال رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (16) وَالَّذِي قال لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ ويلك آمن إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقول ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الأولين (17)}.